اضطهاد المسيحيين في الهند إلى تزايد مع رفع الحجر المنزلي
شهدت الهند على زيادة مفاجئة في الهجمات على المسيحيين بعد رفع الحجر الصحي الذي فرض على خلفية انتشار وباء كورونا. ووفقاً لمنظمة القلق المسيحي الدولي (ICC)، وقعت ثماني هجمات خلال الأسبوعين الفائتين شملت هجمات قام بها متطرفون من الهندوس اعتدوا بالضرب على مسيحيين وألحقوا أضراراً بممتلكاتهم.
الحادثة الأخيرة التي سجّلت كانت في 21 حزيران حينما كان أحد رجال الدين المسيحيين يصلّي للمرضى في قرية كولونغودا. اقتحم حشد من 150 شخصاً منزل القس “سوريش راوو”، جرّوه خارجاً وأبرحوه ضرباً.
“ركلوني كما لو كانوا يركلون كرة قدم”، قال القس. “جرّوني الى الشارع ودفعوني الى الأرض، وهناك بدأوا يدوسون عليّ. مزّقوا ملابسي، وركلوني في جميع أنحاء جسمي، ولكموا أيضاً عيني اليسرى. تعرّضت لإصابة خطيرة في عيني نتيجة جلطة دموية”. هذا ما نقلته شبكة “سي بي أن” عن المنظمة المسيحية.
واتُهم القس بمحاولة تحويل الهندوس الى المسيحية. “قالوا، إنّ الهند هندوسية، ولا مكان للمسيحيين هنا”، أضاف القسّ.” أنا مستعد لهذا النوع من الاضطهادات، أعرف جيداً ثمن اتباع يسوع في هذه القرية النائية، وسأواصل خدمة شعوب هذه المنطقة”.
ووقع حادث آخر في ولاية”تاميل نادو” حيث أحرقت كنيسة وتحوّلت إلى رماد، وترك 100 مسيحي من دون كنيسة.
“شعرت بحزن شديد وألم في القلب” قال القس “راميش”، راعي كنيسة السلام الحقيقي. “قام أبناء الكنيسة بعمل شاق خلال عشر سنوات ماضية وتبرّع الفقراء بالمال، وكل ما تبقّى هو الرماد”.
“طلب مني في السنوات الشعر الماضية أن أقفل الكنيسة. بفضل الرب، تمكّنت من تحمّل جميع الإهانات وتجاوزت المصاعب، ولكن هذه المرّة حصل الدمار التام”.
في الثالث عشر من حزيران، هدّد متطرفون جماعة من المؤمنين من الكنيسة الانجيلية اثناء قيامهم بفتح كنيستهم بعد انتهاء الحجر الصحي. وقال القس “أغسطينوس”، قال المتطرفون للمسيحين إنّ التجمع للصلاة ممنوع، وأن المسيحيين تسببوا في انتشار فيروس كورونا. “لا نعرف ما يخبئه المستقبل، نحن قلقون أنّ المتطرفين لن يسمحوا لنا بالاحتفالات الكنسية”.
ويخشى المسيحيون الهنود من استمرار الاضطهاد سيما بعد فك الحجر الصحي.
اضطهاد المسيحيين في الهند ليس بجديد،على الرغم من أن الهند هي الدولة الديمقراطية الأكبر في العالم، لقد قيّدت معاييرها حرية المسيحيين كثيرا. وبحسب منظّمة أوبن دورز نسب الاضطهاد مرتفعة جدا:
عام 2008، لقي 101 مسيحي مصرعهم جراء الاضطهاد الديني في الهند.
في دسمبر 2014، حريق معتمد يلتهم كنيسة القديس سيباستيان في العاصمة الهندية دلهي.
في دسبمر عام 2014 أيضاً، قامت مجموعة من الأصوليين الهندوس بمقاطعة صلاة الاحتفال بميلاد المسيح، ليتغلبوا على المسيحيين و يسلمونهم للشرطة بتهمة التحوّل القسري الى المسيحية.
في نوفمبر 2014، أصبح من غير الممكن أن يُدعى الآباء المرسلين المسيحيين في المدارس الكاثوليكية في ولاية تشاتيسغار – والذين يعلمون كأساتذة أو يديرون مدارس – أن يُدعوا “أب”، واستبدال الكلمة بـ”السيّد”.
في فبراير 2017، خسر ما يقارب المئة شخص حياتهم وأكثر من 56 ألف منازلهم و إحراق دور العبادة خلال سلسلة من أعمال الشغب العنيفة التي أطلقها المسلحون الهندوس والتي دامت لأشهر طويلة.
في أغسطس 2018، الهند تشنّ هجوماً واسعاً على راهبات الأم تريزا وعلى المسيحيين.
أليتيا