هي رفقا القدّيسة التي عاشت قداستها طالبةً المرض وآلامه لتحمل مع يسوع صليب العار الذي سببه خطايانا. شاءت القديسة رفقا كعادتها أن تتدخّل في حياة أحد الأبطال لتعزّز إيمانه بالرب. فاختارت سينتيا منصور بطلةً لقصة جديدة وبداية طريق مع الرّبّ يسوع عنوانها القداسة.
أجرى موقع أم الله مقابلة مع سينتيا، في الذكرى السادسة لشفائها ليستوضح أكثر عن أعجوبة شفائها. فإليكم التّفاصيل:
Polyneuropathie هو المرض الذي أصابني عندما بلغت الإثني عشرة عاماً. كما يشير اسمه، هو مرض يتمثّل بتلفٍ في الجهاز العصبيّ مترافقًا مع ألمٍ وتشنّجات في العضل. يصيب الرّجلين في بداية مراحله فتبطأ حركتهما وتغدو أصعب، لينتقل بعدها إلى اليدين ويمتدّ حتّى الوجه مسبّبًا تغيّرات في شكل الفمّ.
– إلى أي حدّ تأثرت حياتك الشخصية والرّوحية بالمرض؟
لم تتأثر حياتي الشخصية بالمرض بل حاولت أن أفصل بينهما أي بين دراستي والعلاج الذي كنت أتلقاه. ” كنت خلي الضّحكة على وجي تخفّف من وجع أهلي يللي كانو زعلانين”. أما على صعيد حياتي الروحية، فقرّرت تسليم جسدي ومرضي للربّ وكنت ألجأ باستمرار إلى الصّلاة مؤمنة بقدرة الله على شفائي، مع العلم أن حالتي الصحية كانت تتدهور أكثر فأكثر.
– علمنا ان القديسة رفقا زارت والدتك. أخبرينا أكثر عمّا جرى.
زارت أمّي ليلاً فتاة شابة وقالت لها إن في منطقة جربتا ماءً شافية جديرة بشفائي. ” بسّ إمي ما كانت بتعرف وين بتصير جربتا ” كوننا كنّا نقصد مزار القديسة رفقا من دون الإنتباه إلى اسم المنطقة. حينئذٍ أعطت الفتاة الشابة والدتي خريطة مفتوحة رسمت عليها الطرق التي تؤدي إلى جربتا. فرحنا نسأل أين تقع تلك المنطقة، وحين علمنا، فهمنا ان من زارت أمي ليلاً كانت القديسة رفقا.
– ماذا حصل في مزار القديسة رفقا ؟ وكيف تمّ الشفاء؟
وصلنا إلى جربتا ورحنا نصعد إلى المزار. وهنا كانت المرحلة الأصعب بكون الطريق متعرّجة وأنا غير قادرة على التنقّل مشيًا بسبب مرضي. وبعد معاناةٍ كبيرة وصلنا إلى الدّير فراح والديّ يغسلان رجلي ويدي وصولاً إلى رأسي بالماء، واثقَين بقدرة القديسة على شفائي. فشعرتُ بكهرباءٍ تسير في عروقي، وراح لون رجلي يتغيّر ويعود شكلهما إلى طبيعته. ” شفنا العجيبة بعيوننا ! ” بعد أربعة أيام زرنا الطبّيب زهير موسى الذي رافق حالتي الصحية، فأشرف على فحصي وأكّد أنّ أعجوبة ما قد حصلت ما أدى إلى اختفاء المرض من جسمي.
– أخبرينا أكثر عن حياتك ما بعد الشفاء.
كنت واثقة ان الله سيستجيب لصلواتي. كنت واثقة لدى وصولي إلى جربتا أن القديسة رفقا لن تردّني خائبة. وها أنا اليوم لا أوفّر فرصة لأشكر ربّي على نعمه. أنا اليوم أكمل دراستي في الهندسة الزراعية في جامعة الروح القدس الكسليك، وأرنّم في جوقة ” صوت السما ” ممجّدةً الله كلّ مرّة تتاح لي الفرصة ومردّدةً عبارة “إن كان الله معنا، فمن يقوى علينا”. هذا أقلّ ما يمكنني فعله.
يُذكر أنّ الأعجوبة دوّنت منذ سنتين أي العام 2014 في الدّير مع العلم أنّ الشفاء كان قد تمّ العام 2010 لأن سينتيا ووالديها لم يعلموا مع من يتواصلون للإدلاء بشهادتهم. إلا أنّهم التقوا أحد الآباء الذي نصحهم بزيارة دير جربتا في العاشر من تشرين الأول للمشاركة بذكرى تقديس القديسة رفقا وتدوين أعجوبتهم.
مصدر : ام الله