قال الأخ الكرارجي جبرايل ايطو لرئيس دير القطّارة الأب برنردوس ايطو ذات يوم: “انتَ ستذهب عمّا قريب الى المجمع، ومونة الدير غير كافية، وصندوق الغلّة ناقص النّصف، ولا يليق بك ان تذهب الى المجمع، وتترك الغلّة لمن يأتي رئيساً بعدك غير كافية”.
فدخل الرئيس الى الكرار، ونظر الى صندوق الغلّة فإذا به قد فرغ نحو نصفه، وكذلك تفقّد باقي اصناف المونة.
وذهب، ثمّ عاد ومعه الاب الحرديني، فوقف الحرديني في الباب، وطلب اليه ان يصلّي على الماء ويرشّ في الكرار وعلى صندوق الغلّة.
وبعد مدة وجيزة، فتح الكرارجي الصندوق، فوجده ملآنٌ حنطة. فتعجّب من ذلك عجباً شديداً، وخرج ينادي فرحاً مدهوشاً: “امتلأ الصندوق حتى فاض”!
فأسرع جمهور الدير وفي مقدّمتهم الرّئيس ليروا ما حدث. فتحقّقوا من قول الكرارجي ومجّدوا الله وفرح الرهبان كلّهم، بما اجراه الله في ديرهم على يد الأب الحرديني!