«ونظر موسى الى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: وهذا الجبل؟ اجاب الله وقال: اغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك لا انت ولا الذي سيأتي من بعدك».
(تثنية الاشتراع: 3/25؟ 32/52؟ 34/4).
ونظر موسي الى الشمال، الى ارض لبنان والجبال! وهذا الجبل لمن؟ قال! اغمض عينيك!!! محال! اجابه الله بصوت زلزال… وقف لي، هذه الارض والجبال، لن تطأها، قدماك، ولا كل ما عندك من رجال!!! لبنان وقف الله الان والى الازال.
(يشوع بن سياغ 1/4، حزقبال 30/3، 31/15).
لبنان قلب الله وجماله من جمال الله
هذا هو لبنان «قلب الله» الآتي من اسم كلمة لبنان: لب: وهي تعني قلب «نون» وهو اسم الله. فيصبح اسم لبنان، قلب الله. وهو ايضاً يعني الجبل الابيض. وعلى هذه الجبال تمنى تلامذة السيد المسيح ان يقيموا مظالهم «هنا» في جبل لبنان في طور حرمون حيث يقال ان المسيح جاء مع تلاميذه وتجلى امامهم واصبحت ثيابه بيضاء كالثلج. ان اسم لبنان يتردد لاكثر من 72 مرة في الكتاب المقدس وفي اجمل المقاطع. وكل مرة يريد الكتاب المقدس ان يتكلم عن جمال الله فهو يشبهه بجمال ارز لبنان.
نعمة البحر والجبال والمياه
هذا المصير الفريد والمميز للبنان يتجلى في تشييد الاناشيد كقصيدة انبهار بهذا الجمال الالهي. لان الله هو الجمال والخير والحب.
لذلك عناية الله دفقت على هذه الجبال وعلى هذا الوطن الثلج والمطر والربيع في بيئة صحراوية تحيط به وتجعل جباله العالية توقف بخار البحر المتصاعد غيماً وضباباً من العبور من سلسلة جبال لبنان الغربية الى السلسلة الشرقية والى سهل البقاع والبلاد الصحراوية الجافة المحيطة بلبنان. نعمة البحر والجبال المغروزة في البحر ومرور خط الاعتدال في وسط بيروت.
الارز مسكن الله ومسكن النسور
لم تعط لاي وطن آخر،. تتابع الفصول واعتدال الطقس وخصوبة وكثرة المياه والانهار غير موجودة في اي بلد آخر من الشرق الاوسط والصحراء العربية وشمال افريقيا. هذه البيئة الجغرافية الفريدة والمميزة بجبالها وبحرها هي التي جعلت ملائكة الله يحرسون هذا الوطن الذي هو وقف لله ولحبه وقد زرعت فيه العناية الالهية والانسان والطبيعة الارز الخالد من جبال حرمون في الجنوب الى جبال الارز في الشمال. وهذا الارز هو ارز الرب وهو مسكن الله ومسكن النسور.
وطن الارز ووطن القديسين
الوطن لبنان هو حقاً وطن الارز ووطن الله لذلك انعم الله عليه في الزمن الحاضر، بعد ان انعم عليه في الازمنة الماضية بكوكبة من الشهداء الابرار والقديسين العظام بالنسبة لشعبه الصغير فكان القديس شربل ابن الرهبانية اللبنانية المارونية وكان معه القديس نعمة الله الحرديني، والقديسة رفقا والطوباوي الاخ اسطفان والطوباوي بونا يعقوب الكبوشي وهذه نعمة كبيرة اعطيت لهذا الشعب الصغير ان يخرج منه في هذه الايام اعظم القديسين.
حارسة الجبال والارض والابواب
حتى انه في الازمنة السوداء التي مرت على لبنان حمت لبنان القائمة على كل تلاله حارسته له من جور الغزاة والفاتحين والطامعين والغاصبين. لان لبنان كرّس للعذراء. فحمته سيدة البشارة في الجنوب وسيدة المنطرة في مغدوشة وسيدة الشبانية المنخّسة وسيدة حريصا على تلال حريصا وسيدة قنوبين وسيدة الحصن في اهدن وسيدة الشتيوق والغسالة في القبيات وسيدة البقاع وسيدة عكار في عكار وكل السيدات في جميع ضيع ومدن لبنان انها حارسة الابواب والوطن واله بثوبها الابيض وزنارها الازرق.
وفي كل عنق ورقبة ايقونتها المباركة ومذبحها قائم على مداخل كل بيت واسمها مريم كرمها الكتاب المقدس والقرآن الكريم اصطفاها ولم يذكر في صفحاته اي اسم لامرأة اخرى سواها. لبنان وطن يسوع الذي زاره في الجنوب وصور وصيدا وفي سيدة المنطرة مع امه مريم العذراء. ومعظم تلاميذ يسوع هو من الجليل والجبل هو قسم من جنوب لبنان. فلبنان ارض مقدسة بالدرجة الاولى.
البروفسور الاب يوسف مونس – الديار