“اعتبر نفسي في قمة الغباء، ولطالما ظننت أنّني في قمة الذكاء… اخطأت مراراً وتكراراً، أعتذر… أعتذر من عائلتي التي لطالما وقفت إلى جانبي، واعتذر من أصدقائي الذين مدّوا يد العون حين كان في استطاعتهم فعل ذلك. أعرف انه لو باستطاعتهم فعل المزيد لفعلوا. ألوم نفسي ولا أحد غير نفسي. كنت أعرف أنّني مخطئ، ولكن لم أتوقف عن فعل الأسوأ، حاولت تشخيص نفسي وكلما حاولت استنتجت أنّني غير الطبيعة… لو كنت أحمل مسـ ـدسا لأطلـ ـقت الـنـ ـار، ولكني لا املك. عندما كنت صغيراً، لم اتخيل للحظة أنّني سأصل الى هذا الطريق”… كلمات كتبت على ورقة عُثر عليها الى جانب #جـ ـثة م. ز. في حقل زيتون، اضافة الى قارورة “ديمول”.
اكتشاف الكـ ـارثة
في الرسالة، طلب الشاب الى شقيقته وشقيقه أن يحبّا بعضهما البعض، واعتذر الى والديه. وبحسب ما قاله قريب الضحية لـ”النهار”، فإنّ “الضحية من شحيم سكان بيروت، خرج يوم الخميس الماضي ولم يعد. بداية اعتقدت عائلته أنّ الامر طبيعي كونه اعتاد أن يغيب يومين مع اصدقائه، لكن يوم السبت بدأت مخاوفهم، لا سيما أنّ هاتفه مغلق، وهو ليس عند أحد من معارفه ورفاقه، لتتكشف الكارثـ ـة بعدما قصدت سيدة حقل الزيتون واذ بها تعثر على الجـ ـثة، والى جانبها الرسالة وعبوة الديمول. وعلى الأثر تم إبلاغ القوى الامنية والبلدية، التي حضرت، وفرضت طوقاً أمنياً حول المكان. كما حضرت الأدلة الجنائية والطبيب الشرعي، لمعرفة ملابسات الوفـ ـاة، مع العلم أنّه ليس لدى الضحية سيارة لكي يصل الى المكان، ما يعني انه ربما قصده بسيارة أجرة كما انه من الواضح أنّه سار مسافة طويلة داخل الحقل”.
صـ ـدمة الفراق
أحد لا يعلم، كما قال ابن عم الضحـ ـية لـ”النهار”، السبب الذي دفعه للاقدام على هذه الخطوة، مشيرا الى أنّه “لو شعرنا بذلك لكانت الامور تغيرت”. في حين قال قريب آخر له: “ما حصل صدمنا جميعاً، فقد كان الضحية شاباً هادئاً وخلوقاً الى أبعد حد. حزن كثيراً عند خسارة والدته قبل نحو سنة. الا أنّ لا شيء نعلمه يمكن ان ينهي مصيره بهذا الشكل. فجميع اللبنانيين يقعون تحت وطأة ضغوط لا ترحم”.
واضاف: “كل ما نتمناه الآن الرحمة له، وان يلهم الله عائلته الصبر والسلوان على فراقه الأليم”، في حين، قال مصدر في قوى الامن الداخلي لـ”النهار”، أنّ “الترجيحات تشير الى إقدام الضحية على الانتحـ ـار”.