سقط راكب سفينة كانت تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط، مقلّة ثلّة من الحجاج قاصدين الأراضي المقدسة، وابتلعته الأمواج تحت أنظار رفاقه المذهولين.
وتضاعف ذهولهم، بعد مضيّ ساعات طوال، عندما شاهدوه يطفو على سطح الماء، سليماً معافىً. وقد خاطب رفاقه قائلاً: “علام تدهشون؟ فأنا عندما سقطت من المركب استغثت بالطوباويّة مريم، أم الله. وحتى وصولي إلى قاع البحر لم يبارح ذكرها قلبي، ولا نأى اسمها عن شفتيّ. وأم الرحمة التي لا تتخلّى أبداً عن أبنائها، ظهرت لي في قاع اليمّ، ودثّرتني بمعطفها، ومنعت الأمواج من إيذائي، واقتادتني إلى النجاة”.