حروب، زلازل، براكين، أمة على أمة، أمراض، مجاعات، أوبئة…كلها حذّر منها الرب يسوع في إنجيله، وليس من جديد. العالم خائف، تهافت الناس الى ضريح القديس شربل في عنايا لجمع التراب، العالم بحاجة الى حبة ايمان، الى شيء يتمسّك به في عالم تحت خطر الكورونا.
الجميع يعلم أن الكنيسة هي سفينة نوح التي علينا صعودها كي نخلص من فيضانات الأرض، والكنيسة تؤمن بشفاعة القديسين، وشربل هو أحد أعظم هؤلاء والذي تعلّق به شعبه بشكل كبير.
من بين الرسائل الي أعطاها القديس شربل للسيّد ريمون ناضر، الرسالة الرابعة “ضعفك حتّى تتغلّب عليه”. تعود هذه الرسالة الى ما قبل العشرين سنة.
درب جلجلتكن طويل بهالنقطة من العالم، وصليب المسيح بهالشرق على أكتافكن، أعداؤكم بسببو.الشهور والسنين الي جايي رح تكون صعبة كتير، وقاسية ومرّة وثقيلة ثقل الصليب. العنف رح يمّلي الأرض، الكوكب رح يتجرّح بسكاكين الجهل والحقد، الشعوب المحيطة فيكن كلها رح تترنّح تحت الألم،الخوف رح يكون على كلّ الأرض متل الرياح، والحزن بقلوب كل البشر. ناس جاهلين وحاقدين رح يتحكمّوا بمصير شعوبهم وياخدوهم على البؤس والموت عن طريق الحقد الأعمى اللي رح يسمّوه عدالة، وعن طريق الجهل المظلم اللي رح يسمّوه إيمان. الحقد والجهل رح يعمّوا ارجاء المعمورة. إثبتوا إنتو بالإيمان والمحبة.
احملو صليب المسيح بفرح وعزة وشجاعة، ما تبالو بالساخرين، وما تتوقّفوا وتبكو قدّام النايحين، ولا تنوحوا كل ما توقعوا مع النايحين. البكي والنواح ما بيصنعوا تاريخ الخلاص، ولا قرع الصدور والندب بيفتحوا باب السما. تاريخ الخلاص بتصنعوا دموع التوبة الصادقة. دمعة توبة واحدة بتفتح باب السما. دمعة التوبة ما بتنْزل الاّ على خدّ المؤمن الشجاع.
احمول صليب المسيح وامشي على دعساتو بتكون العدرا حدّك متل ما كانت حدّو. وكلّ ما نجرحت قول: مع جروحات المسيح. وكلّ ما تالمّت قول: مع آلامك يا يسوع. وكلّ ما اضطهدت وتبهدلت وانهنت قول: كرمال مجدك يا رب.
ضعفك حتى تتغّلب عليه مش حتّى تتحجّج فيه. بس تحمل صليب المسيح، لا الألم بيلويك ولا التعب بيهدّك، وبتمشي بثبات وصبر وبصمت. عند وصولك للباب فرح عبورك رح يفوق بكتير ألمك وتعب سيرك، وسعادة وصولك رح تفوق بكثير عذاب مسيرتك.
رح يتغيّر وجّ الأرض، حافظوا إنتو على وجّ المسيح. حدود وجماعات وأنظمة بشرية رح تنمحى وتنكتب عن جديد، وشعوب رح تترنّح تحت النار والحديد. خلّوا محبّتكم بلا حدود وجماعتكم الكنيسة ونظامكم الإنجيل، وكونوا إنتو المرساة اللي بتهدي السفن الشاردة بالبحار الهايجة، وقلوبكم موانئ سلام لكل تايه ومشرّد ومستجير. بصلواتكم بتسمطروا الرحمة وبترشّو محبّة عالأرض. صلّوا تا تلين القلوب المحجرّة وتتفتّح العقول المعتمّة وتخفّ الويلات والأهوال. ما تخافوا بالنهاية رح يشرق نور المسيح، وتشعّ علامة الصليب وتتألق الكنيسة. اثبتوا بإيمانكم بالمسيح وما تخافوا، وثقوا بإله القيامة والحياة، مجدو دايماً آتي.
هيثم الشاعر – أليتيا