iManouna

القديسة فيرونيكا جولياني تزور المطهر: عذاباته هائلة جدًّا… توبوا !!

قد أراها الله الدينونة وجهنّم ليحركها لأجل خلاص الخطأة؛ ولكي يُحرّكها على خلاص النفوس أراها المطهر.

لندعها الآن تمسك ريشتها وترسم لوحتها:

“إنّ عذابات المطهر هائلة جدًّا. لا يستطيع عقل بشري إدراكها. فالنار فيه شديدة الاحراق وشديدة الاختراق، إذ تستطيع بلمحة بصر أن تدمّر الكون. فالعالم، ولو كان من معدن أو حديد، يذوب كالشمع لدى مُلامَسَتها إيّاه.

النفوس تتداخل فيها وكأنها قد تحوّلت إلى نار. ومع النار هناك الجليد، وهذا الجليد مغروس إلى داخل العظام. الجليد والنار معًا! يتجمّد الجليد في النار بدلاً من أن يذوب، وتزداد النار اضطرامًا في الجليد بدلاً من أن تنطفئ. العذاب يتلو الآخر، فلا يكاد ينتهي عذاب حتى يبدأ عذاب آخر أشد هولاً. يموت المرء ألمًا فيولد ثانية ليتألّم أيضًا.

ما هي عذابات الشهداء أمام عذاب المطهر؟ لا شيء يُشابِه عذاب المطهر، فكلّ العذابات تتجمّع لمعاقبة النفوس. تحدّثت عن النار، وعن الجليد، فإنّها أكثر من نار وأكثر من جليد. إنّها ليست سكاكين أو سيوفًا أو فؤوسًا أو دواليب عربات أو حجارة رحى، بل هي ذراع عدل الله القديرة. ليس من مخرج أو معين، وليس أيضًا من استحقاق… ويستحيل أن تعود نفسٌ في المطهر إلى الأرض. فلو عادت لكانت ترمي ذاتها في أتون متَّقِد، ولكانت تتحدّى كل أنواع الاستشهاد كي لا تعود إلى المطهر. نعم لهذه النفوس الحق في أن تصرخ: “إنّ يد القدير قد لمستنا”.

حبذا لو أستطيع أن أطوف في العالم كلّه وأصرخ للجميع: توبوا! توبوا! لا للخطيئة! اقتنوا الفضائل والتضحيات، تجنبوا نار المطهر كما نار جهنم… قد تحدثت وأرى كأنّي لم أقل شيئًا” لم تقُل شيئًا عن عذابات حرمان رؤية الله إذ ليس من تعابير تكفي لوصف ذلك.

“إنّ عذاب الأجسام ليس شيئًا بالمقارنة مع عذاب النفس. كلّ عذاب حميم يكون هائلاً. وكم هو حميم البعد عن الله: حرمان الله! كلّ دقيقة تبدو كالأبديّة”.

لقد تكلَّمتْ عن معرفة، إذ إنها لم ترَ المطهر فقط، بل عاشت عذاباته.

بشعور بطولي غير معقول، طلبت إفراغ المطهر من كلّ النفوس على أن تبقى هي فيه بدلاً عنها. وقد نالت هذه النعمة ولكن بأي ثمن؟ قد عاشت في المطهر وهو عاش فيها.

Related posts

أعجوبة متميزة: “مار شربل أخذني الى المحبسة وأراني أنك راكع تصلّي على نية شفائي !!!”

imanouna imanouna

22 تشرين الثاني: عيد القديس البابا يوحنا بولس الثاني … أطلبوا شفاعته

imanouna imanouna

زاره القديس شربل الساعة ١١ ليلاً في المستشفى.. بارك المصل وتمّت الأعجوبة!

imanouna imanouna