الخميس 2 كانون الثاني 1873 ولادةُ ماري فرانسواز تيريز مارتان إنّها آخر وتاسع أولاد لويس مارتان (ساعاتي في ألنسون، ثمَّ برجوازي صغير صاحب متجَر في ليزيو)، وأزيلي كيران (صاحبة مشغل صغير للدانتيل في ألنسون). عائلة تقيَّة. الخال ايزيدور كيران صيدلي في ليزيو كان مهتمَّاً جداً بالصراعات التي واجهت الكاثوليك مع مُحاربي الاكليروس في ذلكَ الزمن. في الفترة ذاتها وُلِدَ وتعمَّد شارل بيكي الّذي سيُصبح على طريقته شاعر الإيمان برحمة الربّ الشاملة والثقة الطفوليّة التي يجب أن تكون لدينا في أبانا. الواحد والآخر كان لهما حبٌّ مُشترك، وخاص لـ جان دارك التي كانت في عينيهما مثال الطفل الأعزَل المُستسلم كلّياً لإلهام الربّ ويتحمَّل ضربات الأقوياء
الثلاثاء 8 آب 1877: موت والدة تيريز حينها كانت تيريز تبلغُ الرابعة من عمرها ووالدتها تبلغ السادسة والأربعين. قرَّر الوالد البالغ الرابعة والخمسين من العمر بإلحاحٍ من قريبته (زوجة ايزيدور كيران) بيعَ متجره ومغادرة ألنسون والاستقرار في بويسونة في ليزيو، بهدف مساندة عائلة كيران له في تربية بناته الخمس: ماري الكبرى، وهي عرّابة تيريز والتي ستُصبح فيما بعد الأخت ماري للقلب الأقدس؛ بولين الثانية والتي ستُصبح الأم أنييس يسوع رئيسة دير الكرمل؛ ليوني (الأقلّ حظاً على مستوى المواهب الإنسانيّة) التي بعد عدة محاولات تعيسة ستلتحق بدير الزيارة في كان؛ سيلين التي ستكون آخر مَن يدخل دير الكرمل بعد وفاة والدها، كانت الأخت المُفضلَّة ورفيقة لعب تيريز، حَملَت في الدير اسم الأخت جنفييف للوجه الأقدس؛ وطبعاً، تيريز الصغيرة والأخيرة! وتوفي سابقاً أربعة أولاد آخرين: صبيِّيان وابنتان مابين 1867 و 1870. بعد وفاة السيدة مارتان، قَبِلَت بولين أن تصبح أمَّاً ثانية لتيريز وعوَّض السيد مارتان غياب زوجته بمشاعر مضاعفة تجاه بناته
الاثنين 2 تشرين الأول 1882 دخول بولين إلى دير الكرمل في ليزيو هذا القرار المأخوذ من غير تحضير تيريز إلى هذا الانقطاع الأموميّ الثاني أحدَثَ عندها صدمة نفسيّة حقيقيّة. فمنذ نهاية العام وهي تشعر بأوجاعٍ مُستمرَّة في الرأس، وفي السنة التالية في يوم الفصح الّذي صادَفَ في تلكَ السنة يوم عيد البشارة (25 آذار 1883) مَرِضَت تيريز مرضاً خطيراً، كانت في العاشرة من عُمرها. وقد شُفيَت بأعجوبة يوم الأحد 13 أيار يوم العنصرة عندما ابتسمَت لها العذراء من خلال تمثال العذراء سيدة الانتصارات.
أيار 1885: بداية تجربة الشَّك الرهيبة وُلدَت هذه المحنة من كون تيريز شعرَت بأنَّها قد أفشَت سرّاً كانت قد أخذَت على نفسها عهداً بحفظه إثرَ ظهور العذراء المُبتسمة وذلكَ بضغطٍ من أخواتها المُتلَّهفات لمعرفة العجيبة. غامضٌ طريق المسيح فهو أرادَ لمعلِّمة المُستقبل أن تكون حزينة بدايةً من جرَّاء الخوف ولمدة تُقارب السنة والنصف. هذه المحنة ستتوقَّف فعلياً في تشرين الأوَّل 1886 بعد زمن قصير من دخول ماري دير الكرمل وبفضل شفاعة أخويها الصغيرين اللذين توفيا بعمرٍ باكرٍ واللذين لجأت إليهما في آخر الأمر.
السبت 25 كانون الثاني 1886: تحوّل تيريز يوم الميلاد قُبيل أيام من بلوغها الرابعة عشرة، وتحظى بنعمة الاهتداء. هذا تاريخ أساسي. وهو يعني أنّ بداية «سباق السرعة» لمَن ستُصبح من معلِّمي الكنيسة بدأ تحديداً يوم ميلاد المسيح حيث تعيِّد الكنيسة سرّ يسوع الطفل الصغير. وهو يعني أيضاً أن تكون نعمة الميلاد هذه تقابل تماماً الخروج من حياة التصرّفات الصبيانيّة والدخول في الحياة الجادّة للبالغ. تجدر الإشارة هنا إلى أنّه أيضاً في العام 1886 رَكَعَ شارل دو فوكو أمام الأب هوفلان للاعتراف في كنيسة القديس أوغسطينوس في باريس، وقرّر أن يغيّر حياته تماماً.
الشبابُ وحياةُ البلوغِ (العنصرة 1887 – 29 تموز 1894)
أحَد العنصرة 1887 (29 أيار): تطلب تيريز من والدها الإذن في الدخول إلى دير الكرمل. هنا أيضاً لا يمكن إهمال التزامن مع عيد الروح القدس حيث نار الحب تؤسِّس الكنيسة وتُرسلها إلى جميعِ الأمم، إنَّ دعوة تيريز الكرمليّة هي إرساليّة. حماسةٌ إرساليّةٌ تُرجمَت عند تيريز برحلةٍ إلى روما في تشرين الثاني برفقةِ والدها وسيلين للطلب من البابا ليون الثالث عشر السماح لها بدخول دير الكرمل في ليزيو برغم سنِّها الصغير ولكون أختاها موجودتين هناك («الجماعة مارتان» الرائعة التي لن تكُّف فيما بعد عن خلق مشاكل توازن حسّاسة ضمن الجماعة).
الاثنين 9 نيسان 1888: دخول تيريز إلى دير الكرمل في ليزيو.
تيريز تبلُغُ الخامسة عشرة وعليها أن تحمي نفسَها من أن تكون لُعبة الجماعة. في هذه السنة ظهرَ كتاب «سابق المسيح» لنيتشة. بعد بضعة أشهر (السبت 23 حزيران) بدأت تظهر أولىَ أعراض المرض النفسي للسيد مارتان: لقد اختفى لمدة أربعة أيام. تنتظر الأخوات مارتان محنة قاسية، وبخاصة تيريز التي كانت متعلِّقة جدّاً بوالدها. بعد أقل من عامٍ واحد سيدخل السيد مارتان المستشفى في كان، تحديداً بعد شهرٍ من اتشاح صغيرته تيريز ثوبها الرهبانيَ (الخميس 10 كانون الثاني، الثلاثاء 12 شباط).
في هذه السنة بالذات 1889 خلال شهر تموز حصلَت تيريز على نعمة الاتصال بالسيدة العذراء بينما كانت في صومعة المجدليّة في حديقة دير الكرمل. هذه الإعادة من مريم المجدليّة نحو والدة يسوع وبالتبادل والمميَّزة جداً في الأناجيل (الإنجيليان المريميان يوحنا ولوقا هما أيضاً الإنجيليان الكبيران المجدليان) ستكون أيضاً إحدى علامات اللاهوت الروحي عند تيريز.
1890:
تيريز في السابعة عشرة من عمرها. ستصبر ثمانية أشهر وتنتظر الثامن من أيلول لكي تقوم بنذرها الرهباني. في الرابع والعشرين من أيلول ستدخلُ الرهبنة في غيابِ والدها.
1893:
تيريز لها من العمر عشرون عاماً، وأختها بولين (الأخت أنييس) انتُخِبَت رئيسة دير الكرمل خلفاً للأم ماري دي غونزاغ. هذه التسميّة خلقت مشاكل مُنافسة في الكرمل. عُيِّنَت تيريز مساعدة للأم ماري الرئيسة السابقة في مهمَّتها الجديدة كمعلِّمة للمبتدئات في التثقيف الروحي. إنَّ عمل تيريز لا تُحسَد عليه ويَفتَرض الكثيرُ من الحكمة والاعتدالِ من طَرَفها.
1894: الأحد 29 تموز نهاية درب الصليب الطويل للسيد مارتان.
إنَّ جنونَ و قداسةَ السيد مارتان في الوقتِ ذاته سيتركون أثرهم العميق عندَ تيريز وأخواتها. تأملَّت تيريز واسمها الرهباني يحملُ ذكرى الوجه الأقدَس «تيريز الطفل يسوع والوجه الأقدس»، تأملَّت خلال الأشهر الأخيرة من حياة والدها سرّ العبد المتألِّم أشعيا. شهران بعد وفاة والدها تدخل سيلين بدورها وهي الأخت المُفضَّلة عند تيريز إلى دير الكرمل في ليزيو. وباستثناء ليوني، جميع الأخوات مارتان وجدنَّ أنفسهنَّ مُجتمعات في هذا الدير. عَرَفت تيريز دائماً كيف تُثَّمِن الروابط العائلية وتُعطيها حقَّها الفعلي: إمّا من أجلِ حمايتها وتصحيحها كونَها عطية ثمينة من الرّب بمواجهة هذه أو تلكَ من الانتقادات، وإمّا للسهر على عدمِ الخلطِ بين دعوتها الرهبانيّة وارتباطاتها العائليّة.
1895- 1897 الأعوامُ الأخيرةُ حيث يتوَّضح كلّ شيء
خلال هذه السنوات الثلاث ستكتبُ أهمَّ أعمالها، أولاً بناءً على طلَب الأم أنييس (المخطوط A)؛ ثمَّ، في رسالة عفوية إلى عرَّابتها: الأخت ماري للقلب الأقدَس، أكبر الأخوات مارتان (المخطوط B)؛ وأخيراً بضعة أشهر قبل موتها (3 حزيران 1897)، بناءً على طلب الأم ماري دي غونزاغ التي انتُخِبَت مُجدَّداً رئيسة للدير، كتَبت وهي على فراش المرض (المخطوط C)، والذي انتهى في 11تموز قبل أن تدخل في غيبوبة طويلة لن تنتهي إلاّ الخميس 30 أيلول 1897 نحو السابعة مساءً وعشرين دقيقة في ذات اليوم الّذي أبحَرَ فيه أخوها الروحي نحو افريقية. كانت تيريز تبلغ الرابعة والعشرين من العمر
تشرين الأول 1895، الأم أنييس تَمنح أخاً روحياً لتيريز: الأب بيليير، شاب اكليركي مبتدئ، فيما بعد من الآباء البيض.
هذا الحَدث ولَّد فرحاً كبيراً عند تيريز.
20 كانون الثاني 1896: تيريز تسلَّم الأم أنييس المخطوط A
21 آذار 1896: انتخاب صعب للأم ماري دي غونزاغ رئيسةً للدير. أبقَت الأم ماري، تيريز في عملها مع المُبتدئات من غير أن تحصل على التسمية الرسمية. هذه الوظيفة كلَّفت تيريز مجموعة من المسرحيات الصغيرة : «تسالي ورعَة» تعبِّر فيها تيريز عن حبِّها لـ جان دارك، و «انتصار التواضع» في كيفيّة التصرّف للانتصار على قوى الشرّ… الخ.
العديدُ من قصائدها كانت أيضاً ثَمَرة عملها مع المبتدئات، وأيضاً الشهادات القيِّمة لاثنتان من المُبتدئات اللتان استفادتا بشغف من قصائدها الرعوية: «نصائح وذكريات» للأخت جنفييف (أختها سيلين) و «ذكريات وشهادات» للأخت مريم للثالوث (المُبتدئة النشيطة، الغالية جداً على قلب تيريز).
الخميس العظيم، الجمعة العظيمة 1896 (2- 3 نيسان): الأعراض الأولىَ الخطيرة لمرض السلّ الّذي نخرها، تيريز تَبصقُ دماً.
بعدَ يومين، في أحد الفصح، يبدأ الألم الروحي عند تيريز: الإيمان يتزعزع ويمتلئ قلبها بأفكار المُلحدين السيئة. ليل الإيمان الّذي سيدوم مثل آلامها الجسديّة حتى موتها.
حزيران 1896: الانتهاء من تأليف المسرحية «انتصار التواضع».
أيار 1897: الشهر المريمي، تيريز تشعر باقتراب النهاية فتجمع في القصيدة الطويلة «لماذا أحبّكِ يا مريم» كلّ ما توَّد قوله عن العذراء.
3 حزيران 1897: الأم ماري دي غونزاغ (بنصيحة من الأم أنييس) تُعطي الأمر إلى تيريز بالكتابة عن حياتها الرهبانيّة. سيكون المخطوط C. تعيده تيريز غير كامل في 11 تموز.
8 تموز: تُنقَل تيريز إلى غرفة المرَض ولن تغادرها حتى موتها. حاولوا معالجتها ولكنّ الطب لم يكن قد تقدَّم حينها. شهادتها الجسديّة كانت تزيد في الأشهر الأخيرة ووصَلَت الآلام إلى أقصى حدّ لها. تدوِّن الأم أنييس يومياً في دفتر أصفر الحوارات الأخيرة لمَن تعتبرها قدّيسة
10 آب 1897: آخر رسالة من تيريز إنّه الأب بيليير الّذي استلم آخر اعترافاتها؛ وهذا ما يعبِّر عن المكانة التي احتلّها هذا الأب والأخ في قلبها.
19 آب: آخر مناولة لتيريز
30 أيلول 1897: نهاية آلام تيريز ودخولها السماء نحو الساعة 19 و20 دقيقة .