iManouna

في ذكرى انفجار المرفأ… مشاهد مؤلمة طبعت في ذاكرة “جنود” عملوا في مسرح الجريمة

قبل أن يدّوي #انفجار المرفأ في الرابع من آب الماضي، سارع عناصر من #فوج الأطفاء لاهماد النيران التي اندلعت في المكان، وضعوا دمهم على كفهم وانطلقوا لحماية المدينة وأهلها، واذ بهم يدفعون أرواحهم ثمناً، وبعد الكارثة حضر “جنود” من مختلف المناطق يداً بيد عملوا على نقل الجثث والجرحى واطفاء الحرائق ليبدأوا بعدها رحلة البحث عن المفقودين.

“ايلي”!… “أنا خيو لقيتو”؟!
رغم كل المهمات التي شارك فيها رئيس مركز جبيل في الدفاع المدني مخول بو يونس في الحروب والانفجارات، الا ان هول انفجار المرفأ لم يتوقعه وكذلك عدد الضحايا والجرحى .وشرح لـ”النهار” كيف عمل وزملاؤه على اطفاء الحرائق واخلاء الجرحى، ونقل الجثث، قائلاً “استمررنا في البحث عن المفقودين نحو اسبوعين بتوجيهات من المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار الذي تابع لحظة بلحظة من غرفة العمليات ما نقوم به”.

يتذكر مخول المشاهد المؤلمة التي خلّفها الانفجار، حيث قال “كنت ابحث عن اقرب الناس الي منهم الاطفائي جون نون ابن منطقتي والاطفائي ايلي خزامي الذي كنت ابحث عنه تحت الاهراءات، واذ بي ارى شخصا يشبهه ينده باسمي لوهلة اعتقدت انه ايلي، ندهته فكان الرد “انا خيو لقيتو” لم استطع الكلام واختصرت الجواب بهزة رأس لاكمل بعدها البحث، كذلك الأمر مع الاطفائيين شربل ونجيب حتي من قرطبا”.

لا يمكن لمخول أن ينسى أهالي الشهداء الذين كانوا يقفون على باب المرفأ ينتظرون خبراً يطمئنهم عن فلذات اكبادهم، منهم كما قال والدة احد المفقودين التي كانت تجلس ارضاً وسط باب المرفأ والدموع تغطي وجهها، حينها كنت أقود سيارة الاسعاف واذا بها تطرق عليها ليسارع ابنها الذي كان برفقتها ويسأل “شقيقي معكم جثة”.

“هني مبارح ونحنا بكرا ويمكن اليوم” قال مخول مضيفاً “بعد هذا الانفجار المروّع اصبحنا نحسب حساباً لكل مهمة نخرج لتأديتها، اذ لم يعد بامكاننا أن نتوقع مع أي مواد محترقة نتعامل” لافتاً إلى أن “الاقبال كبير على باب التطوع يؤشر الى ان الرسالة الانسانية القائمة على مساعدة الجميع في أي ظرف من الظروف ستكمل الطريق رغم انها تحارب من الكثيرين”.

الطريق إلى الجحيم
“وكأني كنت أسير مع زملائي إلى الجحيم، الدخان يغطي المكان، الجثث والضحايا والأشلاء ممددة على الأرض، مبان محطمة ودمار يفوق الوصف” بهذه الكلمات اختصر محمد حسين أحمد المتطوع في الدفاع المدني اللبناني في مركز البقاع الاقليمي/قب-الياس العضوي ما رآه في الرابع من آب حين دوى الانفجار المرّوع.
محمد شرح كيف توجه مع زملائه من البقاع إلى بيروت للمساعدة في اسعاف الجرحى ونقل الجثث وقال “وصلنا بداية الى مستشفى الروم، ساعتان ونحن نعمل على انقاذ الناس قبل ان نكمل طريقنا الى المرفأ، وما ان وصلنا الى منطقة الاشرفية حتى صدمت بهول المشاهد، المازوت يغطي الطرق وكأن السماء أمطرت وقوداً، الزجاج متناثر، جثث وجرحى بأعداد لا يتخيلها عقل، وكأن زلزالاً ضرب المدينة”.

“على مقربة رائحة النيترات كانت تفوح في الارجاء، وكأننا ندخل الى جهنم لا المرفأ، لا نعلم ان كنا ستخرج أحياءاً، الموت في كل زاويا أنين وصراخ الجرحى ينخر الآذان، المشهد أكثر من مخيف، لم نتوقف عن البكاء، ولم يعد باستطاعتنا التنفس نتيجة الغازات المتصاعدة في الجو استخدمنا مجموعات الهواء لنتمكن من اسعاف الناس” قال محمد خاتماً “حتى الآن لا يمكنني أن أصدق أن بيروت عاصمة الحضارة والثقافة دمّر قسم كبير منها في لحظات”.

“ما تتركوني”
من أوائل الذين وصلوا إلى مكان الانفجار عناصر الدفاع المدني الفلسطيني، وبحسب ما قاله قائد فوج مخيم شاتيلا نضال معروف لـ”النهار” “عندما دوّى الانفجار سارعنا الى المكان بدأنا بنقل الجرحى، ومن بعدها قمنا باسعافات ميدانية للجرحى الذين لا يحتاجون الى مستشفى، ليصلنا خبر وجود اشخاص عالقين في مبنى مهدم في شارع العكاوي توجهنا الى هناك، حيث تمكنا بعد ساعات من انقاذ شاب يدعى عصام وعاملة اثيوبية تدعى الين، اضافة الى ثلاث ضحايا”.
معروف وصف ما شاهده في ذلك اليوم وكأنه “يوم القيامة” وقال “الناس لا تعلم اين تهرب، موت في كل مكان ودم يسيل على الطرق، اشخاص يبحثون عن اقربائهم، صراخ وبكاء، هذا اضافة الى حجم الدمار الهائل الذي طال المدينة، ما رأيته لا يمكن ان وصفه، وقد اثّرت بي كثيراً طفلة في طوارئ مستشفى جبل لبنان مصابة وحيدة من دون احد تصرخ قائلة بدي ماما، حاولت تهدئتها وبقيت الى جانبها الى حين تعرف عليها شخص”.

أما تامر الخطيب قائد مركز عين الحلوة في الدفاع المدني الفلسطيني فقال “كان اصعب يوم مرّ في حياتي، انطلقنا عند الساعة السابعة في مهمة بحث وانقاذ في الاشرفية كنت اتابع قبلها على التلفاز مشاهد الانفجار لكن عندما وصلت الى المكان بكيت، مع العلم انه منذ 10 سنوات لم تتساقط دموعي، آلمني أنه رغم مرور ساعات كان الجرحى لا يزالون على الطرق لكثرة عددهم” وأضاف “بدأنا انقاذ الناس في مبنى وكلمات شاب عالق فيه لا زلت اسمع صداها حيث كان يقول لنا (ما تتركوني)”.

كثيرون ساعدوا الضحايا والجرحى وعملوا على ازالة الركام في افظع الايام التي مرّت على بيروت ولبنان، من فوج اطفاء ودفاع مدني وجمعيات ومتطوعين فتحية لهم جميعاً.

أسرار شبارو – النهار

Related posts

لولا تدخل مار شربل كان الطفل سامي فهد في عداد الاموات !!!

imanouna imanouna

“المعاقبة لا مَفرّ منها” … نبوءات السيدة العذراء عن الأزمنة الأخيرة كما أعلنتها في ظهوراتها حول العالم

imanouna imanouna

لم يتكلّم الإعلام عنها… قصة شفاء المرأة المكسيكية على يد مار شربل

imanouna imanouna