بقلم الاستاذ شادي شقير- ايماننا
مثاليّون، حيويّون، مندفعون، طموحون، يبحثون عن الكمال ويسعون إلى الأفضل، لديهم استعداد للتَّغيير وقدرة على التكيُّف مع المتغيِّرات بشكلٍ سَلِسٍ ودون أيّ ارتباك. متحكّمون بالتكنولوجيا والعلوم … صفاتٌ اكتسبها الشباب وأكَّدَتْـها التجارب والعلوم الإنسانيَّة. تراهم الأوَّلين في ساحات القتال والنّضال والاحتجاج. وعندما يأتي وقت قطف الثّمار، تحتلّ الصّفوفَ الأماميَّة طبقةٌ من الوصوليّين الانتهازيِّين؛ طبقةٌ اعتادَتْ لعبةَ الاستغلال السّياسيّ وامتهنتها وأبدعَتْ في مجالها؛ طبقةٌ أفشلَتْ أحلامَ الشباب ودمَّرَتها، حتّى أصبحت أكبر أمنيات الشَّباب تذكرة سَفَرٍ يفتحون بها باب الهجرة؛ وأكبر دليلٍ على ذلك هو غياب الشباب عن المسرح السياسيّ. فبنظرة سريعة إلى نسبة الشباب (50 % من عدد السكَّان) في المؤسَّسات السياسيَّة المحلّيَّة والعامّة، نجد أنَّها لا تتناسب وعدد السكَّان. وغيابهم هذا، يؤدّي إلى الحدّ من جودة الحكم الديمقراطيّ .
ولهذا الانكفاء الشبابيّ عن العمل السياسيّ، أسبابٌ عديدةٌ منها:
– قانونيَّة: إذ يُـمْنَع عليهم الانتخاب قَبْل سنّ الواحد والعشرين، والترشُّح قَبْل سنّ الخامسة والعشرين، على الرُّغم من حصولهم على الأهليّة القانونيَّة في سنّ الثامنة عشر.
– تربويَّة: حيث يتراجع دور المدارس والجامعات في تثقيف الطلَّاب سياسيًّا.
– سياسيَّة: بدءًا من فقدان الثقة في الزَّعامات السياسيَّة والعمل السياسيّ، مرورًا بانتشار فكرة الفساد وتعثُّر المسار الديمقراطيّ، داخل التنظيمات السياسيَّة، ووصولًا إلى الإحباط من نتائج الثَّورات .
أمّا أبرز الخطوات الداعمة لدخول الشباب في معترك السياسة، إذ إنَّ دخولهم يعتبر جزءًا مهمًّا لحلّ مشكلة الانهيار السِّياسيّ الحاصل في لبنان، فهي الآتية:
1- تعديل القوانين الَّتي تخسّر الشباب ثلاث سنوات من عمرهم اقتراعًا، وسبع سنوات ترشيحًا.
2- تقديرهم وإشعارهم بأهميّتهم وبقدرتهم على النَّجاح في الحكم (كما في النمسا وكندا وغيرهما من الدُّول)، وبأنّهم جزءٌ أساسيٌّ من الحلّ.
3- ابتكار برامج منفتحةٍ على الشباب لإيصال صوتهم.
4- إشراكهم في جلساتٍ علنيَّةٍ نيابيَّةٍ وبلديَّة.
5- إنشاء بلديَّات ظلٍّ مكوَّنةٍ من الشباب، ومجالس ظلٍّ نيابيَّةٍ ووزاريَّة.
6- إقرار حصَّةٍ من المقاعد (كوتا) للشباب، في البلديَّات ومجلس النُّوَّاب .
وإلى الشباب أقول: لا تنتظروا ممّن سلبكم حقوقكم وحطّم أحلامكم وسخّف تطلّعاتكم، أنْ يتنحّى جانبًا، ويفسح لكم المجال في المشاركة! انهضوا وافتحوا أبواب التغيير! هذا حقّكم في وطنكم. فلا تسلِّفوا أحدًا من تعبكم وعلمكم وعمركم وأحلامكم وحقوقكم وحريّاتكم.
هيَّا !الوطن بحاجةٍ إليكم!
بقلم الاستاذ شادي شقير- ايماننا