في زمن «الحج» الى بكركي، تؤكد الكنيسة دورها التاريخي في المجتمع كمؤسسة جامعة تنطلق من مبادئها لتكون نواة صلبة لبناء الثقة بين المكونات وعابرة لحواجز الطوائف. وتشكّل الابرشيات جسر تواصل بين «الراعي» و»الرعية»، يلعب المطارنة الدور البارز في هذه العملية على المستويين الروحي والمجتمعي، فهم على تماس مع المواطنين يشعرون معهم ويعملون على حل مشاكلهم، وكلما غاص المطران أكثر في الملفات وعمل على حلها نجحت أبرشيته بكسب ثقة الرعية واهتمامها.
في مطرانية انطلياس للموارنة مطران شاب فاز بثقة مجلس المطارنة الموارنة الذي وافق بالاجماع على تعيينه مطراناً على الابرشية… المطران انطوان فارس ابو نجم الآتي من خلفية تربوية مثقلاً بتعاليم الكنيسة والمواظِب على العمل مع الناس يتحدث لـ»الجمهورية» عن رؤيته ومشاريعه التي سيعمل على تطبيقها داخل مطرانيته، فيؤكد أنّ أولويته اليوم «هي الناس المحتاجة الى الدواء والطعام والاوكسيجين.. في ظل الوضع الذي نمر به».
العمل، يقول المطران، «انطلق عبر «مطبخ الأبونا» الذي تم إنشاؤه ليساعد على إعداد الطعام 3 أيام في الاسبوع، على أن يتم توزيعه على العائلات في المناطق التي تعدّ أكثر فقراً من سواها».
صعوبات كثيرة تواجه مساعي المطران ابو نجم، الذي «يعمل من «اللحم الحي»، فالمطرانية تحاول شراء عدد من معدات الأوكسيجين الّا أنّ هذه المحاولات مقيدة بعض الشيء بالشروط المفروضة من قبل المصارف على عملية سحب الاموال»، الّا أنّ إصرار المطران يبقى الاقوى «إيماننا كبير بأنّ الله لن يتركنا، ونحن نفعّل كل قدرات الأبرشية لنكون الى جانب المحتاجين».
يُعرّج ابو نجم على مبادرة البطريرك بشارة بطرس الراعي التي يؤيدها بالكامل، فهو يقول: «لا تشوبها أيّ شائبة، تجسّد رسالة المسيحيين في الشرق والعالم، فنحن دعاة سلام ومحبة، لا نحب السلاح بل العيش في سلام، خصوصاً أنّ الناس في لبنان تعبت».
إصرار ابو نجم على المبادرة يدفعه الى التشديد عليها والعمل على تطبيقها، مع علمه بـ»أننا سنتمكن بعَون الله من تطبيقها، لأنّ نوايانا صافية». وفي هذا المجال يرفض المطران «المساومة مهما كانت الطريق صعبة، فالمسيح لم يساوم على الحقيقة، مات وقام في اليوم الثالث منتصراً على الشرّ، ونحن مستعدون أن نموت شهداء ولكننا لن نقبل المساومة على الحقيقة، وعلينا أن نسير على خطّ اللاعنف وخطّ الإنفتاح والمحبة».
أمّا رسالته الى المسؤولين والقيّمين على السلطة في لبنان فيقتبسها من أقوال «النبي حزقيال»، في العهد القديم الذي قال: «إنزِعوا قلب الحجر، وضعوا قلب لحمِ، لأنّ قلب الحجر بلا إحساس فيما قلب اللحم يشعر ويحب، وهذه الرسالة موجّهة الى كلّ شخص يستغل الإنسان الضعيف من تجار ومسؤولين».
ابو نجم مطراناً
وكانت أمانة سر البطريركية المارونية، قد أعلنت في بيان أنّ «سينودس مطارنة الكنيسة البطريركية المارونية قد انتخب في دورة تشرين الأول 2020 الخوري أنطوان فارس بو نجم مطراناً لأبرشية أنطلياس، خلفاً للمثلّث الرحمة المطران كميل زيدان. ومنحه قداسة البابا فرنسيس الشركة الكنسية بموجب مجموعة قوانين الكنائس الشرقية».
وعرضت أمانة السر السيرة الذاتية عن المطران ابو نجم، وجاء فيها:
– وُلد في هرهريا القطين (قضاء كسروان) بتاريخ 10 آب 1967.
– دخل المدرسة الإكليريكية في غزير على إسم أبرشية أنطلياس سنة 1983.
– تابع دروس الفلسفة واللاهوت في كلية اللاهوت الحبرية – الكسليك، وسيم كاهناً في 10 تموز 1994 بوضع يد المثلث الرحمة المطران يوسف بشارة.
– تابع دورة مكثفة حول روحانية الكاهن لمدة سنة في إيطاليا، ثم انتقل الى باريس حيث نال شهادة ماجستير في اللاهوت الرعائي من معهدها الكاثوليكي، مع اختصاص في الحوار المسيحي – الإسلامي.
– تمرّس المطران الجديد في نشاطات ومسؤوليات رعائية وإدارية وتعليمية وإرشادية، وميزت كهنوته بالروحانية والقرب من الشبيبة بمختلف فئاتها وبالمدى الراعوي».
في السّيامات
– نال الدرجات الصغرى في أيلول 1993، في كنيسة مار يوسف، الكرسيّ الأسقفيّ – قرنة شهوان بوضع يد المثلّث الرحمة المطران يوسف بشارة.
– سيمَ شمّاساً في كانون الأوّل 1993، في دير مار روكز – الدكوانة بوضع يد المثلّث الرحمة المطران يوسف بشارة.
– سيمَ كاهناً في 10 تمّوز 1994، في كنيسة مار الياس – ديك المحدي بوضع يد المثلّث الرحمة المطران يوسف بشارة.
في الدّراسة
– إلتحق بالإكليريكيّة الصّغرى في غزير سنة 1983، وتابع فيها دروسه الثانويّة.
– إلتحق بالإكليريكيّة الكبرى في غزير سنة 1986 وتابع دروسه في الفلسفة واللاهوت في جامعة الروح القدس – الكسليك من سنة 1987 إلى سنة 1992.
– سافر إلى لوبيانو – إيطاليا سنة 1992 – 1993 حيث تابع دورة مكثّفة حول روحانيّة الكاهن Mystici Corporis مع حركة الفوكولاري.
– سافر إلى باريس من سنة 1996 إلى سنة 1999 حيث حاز على ماجيستير في اللاهوت الرعائيّ، إختصاص في الحوار المسيحيّ الإسلاميّ من الـ Institut Catholique de Paris.
في الخدمة الرعويّة
– معاون خوري رعيّة مار الياس – ديك المحدي من سنة 1994 إلى سنة 1996.
– معاون خوري رعيّة مار يوسف – العطشانة ورعيّة سيّدة النجاة ـ عين علق سنة 1999 – 2000.
– خوري رعيّة مار جرجس – الشاوية ومار روحانا – القنيطرة سنة 2001.
– خوري رعيّة مار الياس – عين عار من سنة 2001 حتّى تاريخِه.
في المسؤوليّات الإداريّة
– رئيس دير مار جرجس – بحردق من سنة 2001 إلى سنة 2012.
– نائب أسقفيّ للتعليم والرسالة من سنة 2012 إلى سنة 2018.
– مسؤول عن التعليم المسيحيّ في المدارس الرسميّة في أبرشيّة أنطلياس المارونيّة من سنة 2000 إلى سنة 2018.
– مشرف على راعويّة الشبيبة من سنة 2018 حتّى تاريخِه.
في التعليم
– أستاذ للتعليم المسيحيّ في مدرسة مار يوسف – قرنة شهوان من سنة 1994 حتّى تاريخِه.
– أستاذ للتعليم المسيحيّ في ثانويّة بكفيا الرسميّة من سنة 1993 إلى سنة 1996.
– مرشد القسم الثانويّ في مدرسة مار يوسف – قرنة شهوان من سنة 2014 حتّى تاريخِه.
في المسؤوليّات الأخرى
– عضو ومنسّق للكهنة المتطوّعين في حركة الفوكولاري في لبنان.
– مرشد لكشّافة لبنان، فوج مار يوسف – قرنة شهوان من سنة 2002 حتّى تاريخِه.
– مرشد لفريق END (فرق السيّدة) – عين عار من سنة 2005 حتّى تاريخِه.
– مرشد لفرقة Familles Nouvelles – عين عار من سنة 2010 حتّى تاريخِه.
– مرشد جماعة الإخوة المريميّين في مدرسة الشانفيل – ديك المحدي من سنة 2014 حتّى تاريخِه.
– مرشد عامّ لفرق الكشّافة (Branche Scouts) في كشّافة لبنان من سنة 2016 حتّى تاريخِه.
في اللغات:
يُتقِن اللغات التالية: العربيّة، الفرنسيّة، الإنكليزيّة والإيطاليّة.
الترسيم
يُحتفل برسامة ابو نجم الأسقفية في الكرسي البطريركي في بكركي بوضع يد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة المطارنة، الجمعة في 9 نيسان 2021 عند الخامسة مساءً.