قد تعجبين من رفض ابنك الذهاب إلى المدرسة بعد أيام أو شهور من الانتظام في الدراسة، كما يزعجك خوفه الشديد من العودة إلى المدارس. ربما تكون الأسباب طبيعية ومعتادة لتلميذ يرفض العودة إلى أجواء الالتزام، لكن قد تكون هناك أسباب أخرى يخفيها عنك طفلك، فكيف تقتحمين عالمه لتتعرفي على أسباب كراهيته لمدرسته؟
لا تتعاملي مع الأمور بسطحية وتعتبري كراهية طفلك نوعاً من العناد أو نتيجةً للإفراط في الدلال، فربما تعرّض الطفل لنوع من المعاملة القاسية في مكان يقضي فيه نحو 8 ساعات يومياً ويخشى أن يبوح بما في داخله خوفاً من العقاب.
لماذا يكره طفلك المدرسة؟
حوار من القلب
ابدأي في الحديث مع طفلك لساعات طويلة في أمور بعيدةٍ عن العودة إلى المدرسة للتقرب منه حتى يرغب في البوح بأسراره.
تأكدي أن وراء كل شعورٍ بالخوف حادثٌ أو موقفٌ مزعج، والسكوت عنه لا يعني اختفاءه أو نسيانه. تذكري أيضاً أن التهديد والصراخ لن يحل الأزمة، بل سيضاعفها، كذلك محاولات استمالة الطفل بالمكافآت والرشاوى لن يغير موقفه من المدرسة.
ليس من الضروري أن تكون أسباب الكراهية لدى الطفل منطقية، فقد تكون أسباباً واهيةً من وجهة نظرك، لكنها عظيمة في خياله بل ويغذيها يومياً بمشاعر سلبية.
– الإهمال: لكل طفل طبيعته الخاصة، ربما يصبح نسيان المعلمة لاسمه سبباً لكراهية المدرسة.
– التمييز: بعض المدرسات يميزن – سهواً أو عمداً- بين التلاميذ إما لإثارة روح المنافسة أو لقصور في أدواتهن التربوية، وهو ما يخلق روح من الكراهية بين التلاميذ، خاصةً إذا لم يلق الطفل تقديراً يشعره بالرضا والانتماء لهذا المكان.
العنف: تنتهج بعض المدارس مبدأ الشدة والقسوة بدعوى الالتزام والحزم. ابنك قد يكون أحد ضحايا العنف المدرسي.
السخرية والنبذ: قد يتعرض طفلك للسخرية من مدرسيه أو زملاءه، حتى أن البعض يلقبه باسم مضحك يثير ضيقه، في بعض الأحيان يخلق ذلك سلوكاً عنيفاً من الطفل أو ربما يكبت مشاعره فيشعر بالقهر والعجز عن الرد.
الاضطهاد: ربما يضطهد المدرس طفلك، وهي مسألة شديدة التعقيد، خاصةً إذا توهم الطفل ذلك نتيجة لعدم شعوره بالأمان أوالحب في محيط أسرته وأصدقاءه. في هذه الحالة، فإن طفلك بحاجة إلى الشعور بالاهتمام والتقدير.
الإرهاق: يستيقظ طفلك من الساعة الخامسة أو السادسة صباحاً، فيستقل حافلة المدرسة لساعات يليها ساعات الدراسة، ثم العودة إلى رحلةٍ أخرى بين الشوارع والطرق. تكرار هذه الرحلة يومياً يرهق الطفل بدنياً ونفسياً!
التحرش: بعض الأطفال يتعرضون للتحرش الجنسي بالمدرسة من زملاءهم أو من أحد المدرسين، وهو الأمر الذي ما أن اكتشفتيه لا بد من اتخاذ الاجراءات اللازمة لعلاجه.
احرصي على اختيار مدرسةٍ مريحةٍ نفسياً لطفلك، و انتبهي جيداً لمناهجها التربوية ولا تترددي في السؤال عن أساليب المدرسة في العقاب والتوجيه، فإذا اكتشفت أن المدرسة تنتهج مبدأ الضرب، فارفضيها فوراً لأن يتنتج كائناً مشوهاً نفسياً.
عليك بالتواصل المباشر مع إدارة المدرسة بصورة منتظمة، ولا تكتفي بالتقارير المرسلة من قبل المعلمين.
إذا أخبرك طفلك أنه يتعرض للاضطهاد، تأكدي من ذلك بمواقف محددة واسأليه عن تفاصيلها أكثر من مرة، فإذا تباينت ردود الطفل، إذن فربما يكون واهماً أو مبالغاً في مشاعره، وفي هذه الحالة اغمريه بالحنان والاهتمام فهو يرغب في لفت الانتباه.
لا تتردي في إبلاغ المدرسة بشكاوى طفلك، حتى وإن كان شديد الحساسية وتبدو مشكلاته بسيطة، فلا بد أن يشعر بدورك في مساعدته على تخطي أزماته، وتقدير المدرسة لشكواه.
إذا تعرض طفلك للتحرش، فلا بد من اتخاذ الاجراءات القانونية حيال ذلك، خاصةً إذا كان التحرش من قبل أحد مدرسيه، واللجوء للعلاج النفسي للتعامل مع هذا الموقف لطلب الاستشارة النفسية والتربوية، فضلاً تقديم الحنان والاحتواء اللازم لطفلك.
وأخيراً، احرصي على أن تكوني داعمةً لطفلك لتجاوز أزماته، ولكن لاتكوني دائماً مفتاح الحل لمشكلاته، قدمي له العون واتركيه يتعامل مع الموقف بنفسه، وناقشيه في الحل المطلوب.