“النهار”- فاطمة عبدالله
حين أطلّت الشابة غرازييلا طربية، بشخصية دوللي في “ع اسمك”، طبعت صفحة جديدة من صفحات القضايا الاجتماعية في المسلسلات اللبنانية المُتّهمة بالسطحية والبُعد من الواقع. مرهفة، وحسّاسة؛ بدت صوتاً إنسانياً في وجه التمييز والأحكام المسبقة، مؤكدةً أنّ البشر بقلوبهم الطيّبة.
نُبارك لها أولاً حبّ الناس، وثانياً تكريم الرئيس سعد الحريري. منذ عرض المسلسل (“أم تي في”)، وهي تثبت جدارة، كأنّها على حقيقتها، بهذه الطيبة والتوهّج، تمثّل رغماً عن بعض النظرات ورهبة الكاميرا. تُحسب الشخصية لكلوديا مارشليان، والمطلوب المزيد من إنصاف الفئات الاجتماعية التي تستحق.
شقيقتها باتريسيا إلى جانبها، تُخبرنا كم تشبه غرازييلا شخصية دوللي بالذكاء والتسامح. لم تواجه صعوبات في حفظ الدور، “بل إنّها راحت تُنبّه بعض الممثلين إلى أنّ المُخرج لم يقل هذا، ولم يُشر إلى ذاك”. تتوجّه الشابة إلى الأهل: “عاملوا أولادكم تماماً كما نعامل غرازييلا. علّمناها ألا فارق بين البشر لمجرّد اختلاف الشكل. وكلّما تعرّضت للتنمّر أو حاول البعض مضايقتها، صدّتهم بصلابة، قائلة مثلي مثلكم، ولن أدعكم تضايقونني. لم نسمح لأحد بالتقليل من شأنها، وربّيناها على فكرة أنّ “أحداً مش أحسن منها”. على الأهل ألا يخجلوا من أولادهم ذوي الحاجات الخاصة. هم بركة السماء ونعمتها”.
قوّة الشخصية إذاً، مرتبطة بالأهل، وللمؤسّسة التعليمية الخاصة دور، فتشكر باتريسيا “سيزوبيل” على جمالية الأثر في النشأة والتربية. زاد المسلسل من ثقة غرازييلا بنفسها، فراحت تُسدي النصيحة لأصدقائها للتمسّك بالحلم. “ستصلون مثلي. ستكونون في المقدّمة”، تقول بضحكة تملأ وجهها وتُضفي البريق على العينين. لفتت انتباه سعد الحريري، فطلب زيارتها ليُعلن عن إعجابه بالإرادة والاصرار. حين شكرته على استقبالها في منزله، ردّ الشكر بالقول: “غرازييلا، لا بل إنّه منزلكِ”. تتمنّى شقيقتها لو أنّ المجتمع بأسره يُقدّر الناس لِما هم في الحقيقة، قبل المظهر. دوللي شكّلت بصمة. الناس بالروح التي تحلّق عالياً. مَن يظنّون العكس، مثيرون للشفقة.