لم تنشف دموع أهل حراجل على أطفالها وشبابها وشيبها حتى نزل خبر رحيل ابن ربيع العمر كالصاعقة على الجميع وكأنه مكتوب لنا خسارة الشباب “الطيب” والمندفع لبناء حياة تليق به وبعائلته واطفاله ومن حوله.
وصلنا وقوع حادث سير مروع في جعيتا. علمنا انه ابن البيت وصديقنا شربل بو خليل. دعونا للصلاة ولأعجوبة تنتشله من النوم الأبدي فصراخ طفله كان كفيلا بإنعاشه وعودته الى البيت بعد رحلة عمل شاقة لشاب يافع يكدّ ليلا ونهارا لتأمين لقمة عيش كريمة لطفله وزوجته. ضربة غدارة في الرأس استنزفت طاقة شربل فتوقف قلبه وبقي حبه.
طفل ينتظر عودة الأب من العمل، وزوجة لم تكد ان تبدأ رحلة الحياة الزوجية المليئة بالحب والمغامرات الى ان غدر بها القدر وسرق أغلى ما تملك. ماريان وشربل لم يكونا مجرد زوجين بل عاشقين عملا معا على بناء عائلة محبة ومميزة وطامحة. ولكن ! بئس القدر الذي أنزل علينا مصيبة أبدية قد تزهر يوما بضحكة شربل من خلال ضحكة الطفل الذي أودعه في جناح الوالدة وعائلته ورحل…
في كل مناسبة أبكي على أصدقاء وأحباب وأبناء رعية واحدة ولا أقوى على وصف الشعور الحزين الذي يقتلني كما يقتلنا جميعا. هكذا نموت نحن. يتساقط كل جزء حتى تنتهي الحكاية. انها “حكمة الله” ولو مهما بلغت صعوبتها. على رجاء القيامة والايمان نودع شربل بو خليل ونطلب له الرحمة وليقيمه الله عن يمينه في ملكوته.
كما نعزي زوجته وعائلته وبلدة حراجل بمصابها الاليم وليلهمهم الله الصبر والسلوان.
المسيح قام…
بقلم جان جورج زغيب
https://www.instagram.com/jeanzgheib/