الكونت لانسيلو دورسيل من بلجيكا ومن أصل ملوكي، أمه عاقر، كانت قد زارت لبنان والشرق لتصوير الأماكن والأثارات المسيحية بغية وضع كتب عن زيارتها. ومن جملة ما زارت سنة 1950 ضريح القدّيس شربل. تفاجأت برؤية أكثر من سبعين امرأة مسلمة راكعة قرب الضريح.
فسألت إحداهنّ: “كيف وأنتنّ مسلمات تركعن وتصلّين لقدّيس مسيحي؟”. فأجابتها: “إنّ القدّيس شربل هو قدّيس لكلّ الطوائف المسيحية والمسلمة على السواء، ومثلما يشفي المرضى من المسيحيين، كذلك يشفي المرضى من الإسلام”. فتأثّرت الأم بكلام المرأة المسلمة، وزارت الضريح، وصلّت طالبة أن يعطيها ولدًا، وأخذت معها بركة حنجور زيت وحنجور دم من القدّيس شربل.
بعد رجوعها إلى بلدها، راجعت طبيبها ربما يمكنّها من الحمل، فكانت النتيجة سلبية. عادت إلى منزلها وكلّها إيمان بشفاعة القدّيس شربل، كشّفت عن بطنها ودهنته من دم وزيت مار شربل. وبعد تسعة أشهر كانت ولادة ابنها لانسيلو، الذي أرادت أن تسميه شربل ولكنّها منعت من ذلك حفاظًا على الأسماء التقليدية في العائلة المالكة، وبعد إلحاحها، دعته شربل لانسيلو بالعماد.
وشربل لانسيلو هذا قد تزوج وأنجب أربعة أولاد، أطلق عليهم إسم شربل في العماد. وقد قدم إلى دير مار مارون عنّايا في 10/3/2000 لكي يحجّ وليشكر الله على نعمة وجوده في هذه الدنيا وعلى إعطائه أولاده الأربعة.