1) المسيح هو خلاصة خدمة جميع الأنبياء، وليس نبي بين الأنبياء!! قال المسيح لتلاميذه: “17 فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا” متى 13. أيضًا قال عن إبراهيم: “56 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ” يوحنا 8.
2) قبل المسيح انتهت حقبة جميع الأنبياء بيوحنا المعمدان، وبالمسيح بدأ دهر جديد، يسمى بالأيام الأخيرة: “1 اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ 2 كَلَّمَنَا فِي هذِهِ <<<الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ>>> فِي ابْنِهِ…” عبرانيين 1.
ومن عبارة “بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا”، نفهم أنه بعد انتهاء تكليم الله الآباء بالأنبياء، بدأ دهر المسيح يسمى بـ “الأيام الأخيرة”. أي أنه أي نبي يأتي بعد المسيح هو نبي غير حقيقي.
فيعود الوحي ويؤكد بأن جميع الأنبياء انتهت حقبتهم بيوحنا المعمدان: “13 لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا ” متى 11. أي أن “جميع الأنبياء” ختموا نبوتهم بيوحنا المعمدان، فلا يمكن أن يضاف أي نبي فوق كلمة “جميع”!!
3) المسيح هو هدف ناموس موسى: “4 لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ” رومية 10.
4) المسيح هو هدف جميع الكتب النبوية والوحي قديمًا وحديثًا، وهو واهب الحياة: “39 فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي 40 وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ” يوحنا 5.
5) المسيح هو محور كل الخليقة، أي الذي يجمع ما في السماوات وما على الأرض!! “10 لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ” أفسس 1.
6) المسيح هو ذاته الإنجيل، فلم يأت لكي ينقل كتاب، لأنه هو هدف وموضوع جميع الكتب وخدمة الأنبياء ومحور الأنجيل، ويجسِّد يد الله الممدودة للبشر لخلاصهم!! “1 اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا (يعني بعد انتهاء خدمة الأنبياء)، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، 2 <<<كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ>>>، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،” عبرانيين 1.
7) المسيح هو مُعطي الوحي وليس المستلم الوحي كباقي الأنبياء، لأنه الله وليس إنسان!! المسيح يتكلم لتلميذه يوحنا الذي اختطف للسماء ورأى سيده المسيح في مجده: “11 قَائِلاً: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ (وهذه كلمات قالها الله عن ذاته – أشعياء 44: 6). وَالَّذِي تَرَاهُ، اكْتُبْ فِي كِتَابٍ (الوحي) وَأَرْسِلْ إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: إِلَى أَفَسُسَ، وَإِلَى سِمِيرْنَا، وَإِلَى بَرْغَامُسَ، وَإِلَى ثَيَاتِيرَا، وَإِلَى سَارْدِسَ، وَإِلَى فِيلاَدَلْفِيَا، وَإِلَى لاَوُدِكِيَّةَ” رؤيا 1.
فبعد كل ما سبق، كيف ينقل المسيح كتاب!!؟؟ هو أعلى وأسمى من هذا، هو الله المتجلي للبشر ليظهر لهم طبيعته وصورة الإنسان الذي خلقوا عليه، ليتبعوا سنته والصورة التي خلقوا عليها؛ فجميع الصفات السابقة لا يُعقل أن تنسب لبشر ولا لأنبياء!!
ما هو الإنجيل؟
الإنجيل هو ليس كتاب، الكلمة اليونانية “إيفانغليون” تعني الخبر السار. وحتى ما يسمى بالأناجيل الأربعة، فهي تعني “الخبر السار الذي يحمل سيرة وتعاليم المسيح، بحسب شهادة متى، مرقس، لوقا يوحنا…إلخ. لذلك يشير البعض لجميع العهد الجديد، الـ 27 سفر، بالإنجيل؛ لكن الوحي ذاته لا يشير لذاته بمفهوم الإنجيل ككتاب.
إن الإنجيل هو خبر حياة المسيح الحية في داخل المؤمن الذي يعمل بقوة الروح الإلهي، فكيف يكتبه هو؟؟ الإنجيل هو “المسيح فيكم رجاء المجد” (كولوسي 1: 27). وحي الإنجيل ينقل: مجيء، حياة، تعاليم، موت، البعث من الموت، للمسيح؛ وأيضًا خبر مجيئه في اليوم الآخر، ليدين الأموات والأحياء، وليحكم مع قديسيه إلى أبد الآبدين (أعمال 10: 42).
فالإنجيل هو المسيح المتجلي للبشر لتغيير حياتهم ومصيرهم، كيف يكتبه المسيح؟؟ المسيح هو مُعطي الوحي وموضوعه، وليس ناقل للوحي!! وهو حتى لم يصنع معجزات فقط، بل هو الذي أعطى التلاميذ السلطان بأن يصنعوا المعجزات، حتى اعطاهم سلطان ليقيموا موتى، وصدق فعلا (راجع أعمال 9: 40 و20: 9-12)!! فهو مانح الحياة والوحي، الله الظاهر في الجسد؛ مانح الغفران للبشر؛ لذلك كان من اللائق له أن ينقل رسله وحيه، مُؤيَّدين منه ومن المعجزات التي هو أيضًا أعطاهم سلطان أن يعملوها (راجع متى 10: 8).
حتى أصغر التلاميذ السبعين، الذين أرسلهم المسيح بسلطانه الإلهي، اختبروا معجزاته عظيمة باسمه: “17 فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَارَبُّ، حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ»!” لوقا 10. وهذه شهادة أصغر التلاميذ، السبعين وليس الاثني عشر، مجدًا لك أيها المسيح!!
باسم ادرنلي – لينغا