ترأس رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام ورئيس مجلس إدارة “تيلي لوميار” و”نورسات” المطران أنطوان نبيل العنداري قداسا، الخامسة عصر اليوم، في كنيسة مار مخايل النهر، على نية المؤسسات الإعلامية والإعلاميين والمصورين المصابين في انفجار مرفأ بيروت.
وشارك في القداس المطارنة: بولس عبد الساتر، ميشال عون، منير خير الله، جورج بقعوني، حنا رحمه، جورج اسادوريان، الياس رحال، ودانيال كوريه، ممثل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الأب نكتاريوس خير الله، رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، المدير العام ل”تيلي لوميار” جاك كلاسي، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الخوري عبدو أبو كسم، أعضاء اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، عدد من الرئيسات العامات والآباء، وحشد من الإعلاميين والمصورين الذين أصيبوا في الانفجار”.
العنداري
بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران العنداري كلمة قال فيها: “نلتقي في هذه الكنيسة بالذات الشاهدة على هيكليتها ومحتوياتها والأحياء والشوارع المحيطة بها، مؤسسات اعلامية متضررة وإعلاميات واعلاميين نالهم ما نالهم من الاصابات في تأدية الرسالة الإعلامية، حاملين في أجسادهم سمات جراح الشهادة البليغة وحملات منع إيصال حقيقة وقائع ونتائج الزلزال – الكارثة الذي حل في العاصمة بيروت. إننا باسم اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام والمركز الكاثوليكي للاعلام التابع لها، نقدم هذه الذبيحة الالهية على نيتكم جميعا ونية مؤسساتكم، سائلين الله تعالى أن يمن على الجميع بكامل التعافي ودوام السلامة العامة”.
أضاف: “ما أبلغ الجراح وما آلم الذكرى، وما أقسى الانسان على أخيه الانسان، هي جراح ما كان امتداد الايام، إلا ليزيد من الشعور بعمقها، وما اصابت بيروت وحسب، بل اصابت وطنا بجميع أبنائه، وطنا عانى ما لم يعان مثله وطن في العالم، وقد دمرت مرافقه وشلت سيادته وارادته، وصبغت أرضه دماء أبنائه، سفكتها وتسفكها أيد كان عليها ان تتجنبها، ان تضمد وتتكاتف لتبلسم الجراح الجسدية والنفسية ولترمم وتبني وتشيع الامل في النفوس والارجاء وتزرع الطمأنينة في الاجواء”.
وتابع: “وما أقسى الانسان، ان كان فيه ذرة من الانسانية، وقد غدا لا يدين الا بدين الفساد والكراهية والعنف وثقافة الموت، بعيدا عن كرامة الانسان المستمدة من كرامة الله. وهذا ما بات يقض على الناس مضاجعهم، ويرهق اعصابهم ونفوسهم، ويجعلهم في حيرة من امرهم وفي ضياع. لقد علمنا السيد المسيح بقوله: تعرفون والحق يحرركم، وأورد لنا الكتاب المقدس في ممارسة العدل: لا تنقل خبرا كاذبا ولا تضع يدك مع الشرير لشهادة زور (خر 23:1). وحذر الرب من الخداع والتمويه بقوله: فليكن كلامك نعم، نعم، ولا، لا، فماذا زاد على ذلك كان من الشرير. أجل، إن طمس المعالم والتمويه في حجة تلحيم من هنا ومفرقعات من هناك هو تزييف للحقيقة وتشويش للحياة الاجتماعية ومجلبة للخراب على ما هدد به السيد المسيح الفريسيين يوم قال لهم: هوذا بيتكم سيترك لكم خرابا (متى 23:38)”.
وأردف: “قيل عن كنفوشيوس انه سئل يوما: أي أول عمل تأتيه فيما لو وليت على الناس؟ قال أحدد معاني الالفاظ وأؤدب كل من اساء استعمالها. ذلك ان التفاهم بين الناس رهن بما يقصدون اليه من معاني الالفاظ. فإذا اعتل معنى الكلام ساءت العلاقات وانتفت الثقة وتعذر التفاهم واختل النظام، فتنشأ الخلافات وتنشب النزاعات وتحل البلبلة، وهذا ما نراه يحدث اليوم بسبب الكذب والتضليل، وما أبشع الرذيلة عندما تقتعد مقاعد الفضيلة”.
وقال: “ان تقول لبنان يعني أن تقول الايمان بالحرية والكلام عليها والتلويح براياتها، ولا يمكن فصل الحرية عن 3: القانون، الحرية والاخلاق. هذه الشروط لا بد من أن تواكبها مكافحة الشائعات والاخبار المدسوسة والتطبيق الموضوعي، بعيدا عن ميوعة العدالة وكم الافواه والاقلام بطريقة اعتباطية. أما مقياس الأخلاق فيظل الضمير أساسا وعينا ساهرة على الوجدان، فالضمير هو غير القانون الذي يفرض بالقوة بحراب السلطة، ولا يرتهن لأحد إلا للخالق، انه ينبع من داخل يتململ، ينتفض، وهو اقدس ما في الإنسان وأبشع النعوت التي تقال على إنسان إنه بلا ضمير. ونحن كما نرفض الاعتداء على الحرية والحقيقة، كذلك نرفض الاستغلال. ان الصمت عن الحقيقة هو تواطؤ وتزييف، ومن اقوال قداسة البابا فرنسيس: إن الفساد لا يحارب بالصمت، إن الصمت عن فاجعة بيروت واهلها ومؤسساتها خيانة، واستسلام خانع ومذلة”.
أضاف: “عندما تحين الساعة وقد اتت، يختار الانسان اتجاها، ومن القضايا يأخذ موقفا. ايمان بالله، ايمانا بالانسان، ايمان بالوطن، ايمان بالحرية، وايمان بالحقيقة. ليسفر كل منا في هذا الوطن اللبناني عن وجهه، وليحسر القناع، ليبدو على حقيقته، ليكون ولاؤنا لهذا الوطن الجميل، لا نتهرب من مسؤولية ولا نعبث به، مبتعدين عن المحاور، ملتزمين الحياد الايجابي والناشط، متجاوزين التجاذبات من أجل الاسراع في تأليف حكومة الاختصاصيين المستقلة العتيدة رحمة باللبنانيين، بعيدين عن كل ما يشنج الساحة اللبنانية من سجالات وتشهير تؤذي الوحدة الوطنية، من اجل استعادة رسالتنا بين الشرق والغرب”.
وختم: “وليكن اعلامنا مثلما نتمناه جميعا إعلاما نموذجا للحقيقة، تعبيرا عن الحرية المسؤولة، متأصلا في الاخلاق السليمة، ومحافظا على وديعة لبنان. ايماننا ورهاننا ان بيروت لن تموت، وسيبقى الاعلام فيها منبر الحرية، وان لبنان سيقوم. اللهم بارك واحم الاعلاميين في رسالتهم، اشف المصابين من بينهم، بلسم الجراح، وقنا شر الفاسدين والمتاجرين ببضاعة ابليس – آمين”.
أبو كسم
وألقى الأب أبو كسم كلمة قال فيها: “أقمنا اليوم هذا الاحتفال من دون رسميات، فأنتم أنبل الناس وأشرفهم. يشاركنا اليوم في هذه الكنيسة كل زملائنا الإعلاميين الذين جرحوا من كل الطوائف، من مسلمين ومسيحيين. إنهم يشاركون مع بعضهم فرحهم كون الله انعم عليهم ونجاهم من هذا الانفجار. إني أشكر كل من شاركوا معنا، فهناك مؤسسات كثيرة تضررت من هذا الانفجار ومن أكثرها النهار واستوديو تلفزيون تيلي لوميار، استوديو المحبة والسلام الذي يحمل الفرح لكل الناس. ومن هنا، إني أحيي أعضاء مجلس ادارة هذه المؤسسة وكل المؤسسات الإعلامية المشاركة معنا”.
التكريم
وتلا عضو اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام الزميل سعد الياس اسماء الإعلاميين الجرحى المكرمين الذين قدمت لهم ايقونة العذراء مريم سيدة العطايا وتمثال يسوع المنتصر على الموت، والمكرمون هم: حسان الرفاعي، جهاد الزهري، ابتسام غنيم، فابيا عون، نبيه بولس، ميليا ابو جودة، حسين بيضون،جوزف ابو غانم، نبيل بو منصف، فرانسوا عقل، أحمد العبد، هنادي الديري، الياس الديري، رين بو موسى، ايلي بو موسى، موريس متى، ابراهيم حيدر، سلوى البعلبكي، جان زين، خليل حرب، سليم حرب، حسن عسل، مي شريم، مالك مكتبي، انشا لفوهرا، ساره الديب، بالنت زلامخو، ليلى مولانا ألن، فيفيان يي، هويدا سعد، فينبار اندرسون، وسام شرف، هيثم زعيتر، لارا بدر، مريم التومي، أمين ناصر، هلا حداد، زينة باسيلا شمعون، انطوني مرشاق، رولا شربشي، ليا عادل والمرحومة ماري طوق.