iManouna

جثمان القديس نعمة الله الحرديني يشعّ نوراً

اذكر جيداً يوم طُلب منّي تجهيز متحف القديس نعمة الله الحرديني عام ١٩٩٩ في دير ما قبريانوس و يوستينا في كفيفان لبنان، ضريح القديس نعمة الله الطوباوي اسطفان نعمة.
كنت في العشرين من العمر وكان يساعدني الأخ جهاد خليل وقتها، واليوم نخدم الله كعلمانيين بعد أن قضينا وقتاً في الرهبانية اللبنانية المارونية.

كان الأب نعمة الله كسّاب خادماً اميناً للربّ وتلميذا صادقاً للسيّد المسيح. أجترح الله بشفاعته العجائب والآيات في حياته وبعد وفاته. وقد حدث في الليلة التي دفن فيها ان انبعث من القبر نور ساطع مشعّ، على مرّات متوالية، وقد شوهِدَ من بعد، فشهد القبر سيلاً من المؤمنين أتوا مصلّين. بعد وفاته، بقي جثمانه سليماً من الفساد.

ثوب القديس

يمكن لزوّار الدير أن يروا جثمان الطوباوي اسطفان، غير إنّ جثمان القديس نعمة الله لا يمكن رؤيته إلّا بإذن خاص ولا يمكن فتح الضريح إطلاقاً، لكني أسرد عليكم ما جرى في ذلك النهار.

بدأت بتجهيز “المتحف” الخاص بثياب القديس نعمة الله وجميع الكتب التي كان يستخدمها، وكان فرحي عظيماً أن ألمس تلك الثياب والكتب وشعرت وقتها أنّ القديس لمسني بنعمه وشفاعته.

يومها كنت ما زلت طالباً أنتظر لبس ثوب الابتداء، ولكلّ مبتدىء جديد الحق بلبس ثوب جديد وثوبا آخر للعمل اليومي على أن يكون قديماً تركه الأخوة الذين احتفلوا بنذورهم وغادروا دير الإبتداء.

حاولت جاهداً أن أجد ثوباً قديماً يناسبني، غير إنني لم أفلح في ذلك، فكل تلك الأثواب كانت أكبر من حجمي!

يومها، وبينما أنا أضع ثوباً كان يلبسه القديس في حياته الأرضية، شعرت بفضول أن أعرف إذا ما كان هذا الثوب يناسبني وبالتالي أعرف اذا ما كان القديس طويلاً أم قصيراً أم متوسط الحجم.

لبست الثوب وكانت المفاجأة أنّ الثوب ناسبني بشكل كبير وعرفت وقتها انّ القديس كان متوسّط الحجم ولم يزد طوله عن ١٧٥ سنتم.

وضعت الثوب جانباً وشكرته على لبس ثوبه المبارك.

غير إنّ القصة لم تنته هنا، فكان علينا تنظيف الضريح ووضع الزهور وإضاءة الشموع، فاقتربت من الضريح الذي تغطيه قطعة قماس شفاف وشاهدت جثمان القديس فكان اللحم الزهري يغطّي عظامه وهذا دليل أنّ جثمان القديس ما زال علامة على حضور الله، ونعرف جيداً أنّ المؤمنين بعد وفاته تهافتوا إلى دير مار قبريانوس ويوستينا وأخذوا البركة من جثمانه الذي كان موضوعاً في العراء قبل نقله الى غرفة خاصة بعيداً عن اللمس والتعرّض للهواء والشمس.

قديسونا أحياء، وهم علامة أنّ الله حاضر وبشفاعتهم تفيض النعم والبركات.

صلّوا هذه الصلاة للقديس الحريديني وخصصوا يوماً لزيارة ضريحه الواقع في جرود قضاء البترون في لبنان:

أيها القديس نعمة الله الراهب والكاهن، المعلم والمدبّر، العامل والخادم، يا منْ عشت بطولة المشوارات الإنجيلية، الطاعة والعفة والفقر. وجعلت محور حياتك اليومية سرّ الإفخارستيا، وعلّمت تلاميذك وإخوتك الفضائل الإلهية، الإيمـــان والرّجـــاء والمحبّـــة.

ودبّرت بمسؤولية وتواضع ما أسندتْ اليك الكنيسة من خِدم، وعملت بصمت وجدْيّة، وخدمت الناس والنفوس بفرح ومجانيّة.

نسألك ان تشفع لنا لدى الثالوث القدوس فيمنحنا أن نهتدي بمثلك، ونقتفي خطاك، ونسعي مسعاك، ونبلغ ما بلغت من قداسة وإتحاد بربنا يسوع المسيح، ونصغي نظيرك الى إلهامات الروح القدس، ونحب مثلك العذراء أم الله وأُمنا ونمجد معك الله الآب والابن والروح القدس الى الأبد.

وكما في اليوم الأول من انتقالك الى السماء، ما زال جثمانك ايها القديس يشعّ نوراً وأنت بالعلم الذي وهبته للأخ شربل مخلوف أنرت طريقه كما أنار الله طريقك فكان لنا قديساً عظيماً للبنان والعالم.

آميـن
هيثم الشاعر – أليتيا

Related posts

بالفيديو: مار شربل يعيد الممثل غابريال يمين إلى الحياة وزوجته تبكي على الهواء

imanouna imanouna

المحبة هي كل شيء

imanouna imanouna

عيد القديس يوسف: رمز الابوة الصالحة…شفيع الاباء والعائلات

imanouna imanouna