iManouna

صوت الناس من صوت الله… وصراخ آلام شعبنا يهزّ عرش الله – بقلم الاب مارتن عيد

صوت الناس من صوت الله
وصراخ آلام شعبنا يهزّ عرش الله…
صحيحٌ أنّ ما يمرّ به لبنان هي المرحلة الأصعب على الإطلاق في المئة عام المنصرمة،
وصحيحٌ أن المدارس الخاصة لاسيما الكنسيّة منها تتحمّل اليوم أعباء قوانين طالبت بها وأقرّتها طبقة سياسيّة فاجرة وفاسدة وجاهلة لم تُحسن التقدير وكان همّها فقط، الدعاية الإنتخابية وجذب الأصوات المؤيّدة لا أكثر.
وصحيحٌ أنّ ما وصلنا إليه على جميع الصعد، شركاءٌ كلّنا في صنعه… “لأنّ كما تكونون يولّى عليكم”، وها نحن ندفع ثمن إعادة انتخاب أفسد الفاسدين بيننا.
وصحيحٌ أنّ الأزمة طالت الجزء الأكبر من المؤسسات الخاصة لاسيّما الكنسيّة منها والتي لعبت دوراً رائداً في مجتمعنا اللبنانيّ وكانت في أغلب الأحيان البديل عن مؤسسات الدولة المهترئة نظراً للأمر الواقع خلال السنين الماضية والتي لطالما دافعنا عنها وعن دور الكنيسة ورجالاتها في بناء مجتمعنا ليس المسيحيّ وحسب، إنما اللبنانيّ بشكل عام.
وصحيحٌ أن على الشعب أن يُطالب مَن يَدفع له الضرائب ولا يؤمّن له، أقلّه، الحدّ الأدنى من المعيشة اللائقة أي الدولة في حالتنا هذه، وليست الكنيسة.
لكن، هذا لا يبرّر طُرق إقفال مؤسساتنا ولا طرق صرف العاملين فيها، فها نحن اليوم كمكرّسين لله من أجل الشعب، مطالبون بلعب دورٍ استثنائيّ أكثر من أيِّ يومٍ مضى
مدعوّون إلى فتح باب الحوار مع شعبنا وسماع همومهم، لا للتفرّد بالقرار، بل للتفاوض والتكاتف والتعاون معهم من أجل تخطّي هذه المحنة العصيبة بأقل خسائر ممكنة… وإن كان هناك من ضرورةٍ للإقفال والصرف فليكن، أقلّه، بروح مسيحيّة…
فهذا ما يُعلّمنا إيّاه الروح من خلال أعمال المجمع الفاتيكانيّ الثاني، وهذا ما علينا أن ننقله ونعلّمه لأبنائنا وبناتنا وحثّهم على عيش الشركة الكنسيّة كما أرادها ربنا يسوع وكما عاشتها الكنيسة الأولى، والإستفادة من مواهب ومهارات وعطايا الله لجميع أبنائه وبناته لبناء خطّة إنقاذٍ واضحة على غرار ما فعله الأساقفة والرهبانيّات والشعب المسيحيّ في العصور السابقة.
فلأبنائنا وشعبنا أقول، لا تبخلوا بإعطاء آرائكم وإيصال صوتكم وإعتراضاتكم لأساقفتكم ولرؤسائكم الروحيّين حيثما وُجدتم وبالطريقة البناءة والمُجدية، لا بالسُباب والشتم والإهانة… لأنه ما زال هناك الكثير من الآذان الصاغية والإرادات الطيّبة والرافضة التهرّب من المسؤولية.
ولآبائنا ورؤسائنا الروحيّين، أقول، إسمعوا لأبنائكم وبناتكم، فصوت الناس من صوت الله
وصراخ آلام شعبنا يهزّ عرش الله…
الأب مارتن عيد ر.م.م.

Related posts

طبيب لبناني ينضم الى قافلة الضـ ـحايـ ـا خلال 10 أيام

imanouna imanouna

هكذا توزعت اصابات كورونا على المناطق اللبنانية ..اليكم التفاصيل

imanouna imanouna

هل تعلن قداسة الشّابّ اللّبنانيّ فتحي بلدي ؟

imanouna imanouna